فضاء الشبكة
آخر تحديث
Cread QAP مشروع
26 Janvier 2021


سير التربصات
10 Décembre 2020

الهيكل التنظيمي
03 Septembre 2020

المجلس العلمي
15 Janvier 2020

تقديم
08 Janvier 2020

دليل
25 Février 2015

ماجستيرالبحث
26 Novembre 2014

التصوير
26 Novembre 2014

الأيام المفتوحة 2013
تاريخ الإنشاء: 21 Jul 2014 / 1418 views_count
عينات من إعادة التفكير في اليومي

الأرض، قشرة الأرض أو جلده الأرض أو الجلد الذي يحجب حقيقة الشيء وباطنه، كلها عناصر راودت فكري كلما أقف عند حدود المتغيرات التي نعيشها يوميا. فالجلد يركّب أو يركب على الحقيقة ، فيغير ويتغير حسب طبيعة المؤثرات التي تحته، هذه العناصر مجتمعة مثلت بذرة العمل التشكيلي الذي قمت بالإشراف على انجازه تحت عنوان يبدو في ظاهره مألوف باعتبار تردده على مسامعنا منذ بدايات الثورة التونسية، غير أن النقاط الثلاثة التي لحقت بالكلمة تفتح الباب أمام التساؤل والتأويل...

هذا العنوان إضافة إلى حضور وتوظيف جلد الثور أو جلد أنثى الثور، يحيل إلى قراءة تبدو شديدة الوضوح في يومها الأول خاصة عندما قمت بالتعاون مع مجموعة من الطلبة بتعقيم الجلود الثلاثة بالطرق والوسائل الغارقة في القدم، حيث نفذت أشعة الشمس والملح إلى جلد الثور لتحتل مساحة هامة من ساحة المعهد، وتثير فضول الزملاء الأساتذة والطلبة الذين كانوا يبحثون عن الهدف والغاية من وراء هذا الفعل الذي يذكرنا بفعل الأم والجدة خلال أيام عيد الأضحى. عيد الأضحى الذي نعرف فيه ماهية الضحية. أما أن تخرج الضحية عن إطارها المعهود وترتبط بالفعل التشكيلي والثقافي والاجتماعي، فإن ذلك يصبح أكثر إثارة وغموض. هذا الغموض الذي استمر يوما كاملا ليرى بعض النور خلال اليوم الثاني عندما تحولت الجلود إلى حبال مترابطة مكونة شريطا طويلا، مذكرا بالأسطورة الفينيقية التي أسست لميلاد واحدة من أقوى إمبراطوريات البحر الأبيض المتوسط، والتي شهدت ميلادها من خلال جلد الثور . الجلد الذي أحيكت به ومن خلاله واحدة من قصص الاحتيال على الأرض والسيطرة عليها. وأيضا شكلا من أشكال إعادة التفكير في المألوف والسائد، لتتمكن من خلال مساحة جلد ثور من بناء مدينة عظيمة. وتبقى تلك مجرد أسطورة لعب فيها جلد الثور دورا رئيسيا مثلما هو الشأن بالنسبة للمشروع الذي أعددناه.
منذر المطيبع

النص المقترح إدراجه ضمن كتالوج الورش المفتوحة لسنة 2012- 2013
ضمن ورشة الخط العربي
حروف الخط في لغة الضاد أشرعة تناجي نسائم الحريّة، مواهب تبحر في مراكب الفن والجمال. الوُرًش المفتوحة حروف تتناسج في مساحاتها المعاني وتتهامس في فضاءاتها الأشكال والألوان فيعبق شذى الوجد وتينع براعم الأمل: بلد طيّب يزهر نباته كلّ حين: " بشرى للكادحين ومرقى للعارفين".

الورش المفتوحة مساحات ودّ تقاسمها الجمال وعانقها البهاء، التقت فيها مهج باسمة وأفئدة عابقة تهفو حبّا للوطن، صونا للحق، طلبا للعزّ وأملا في الخير. ورشة الخط العربي مفتّحة أزهارها، أريجها كلم طيّب، نشيد يطلب العلا في بهاء الشعر حين شدا أبو القاسم الشابّي يوما: "الشعب أراد".

حنان المعزون - ايمان الوحيشي
كان التعامل مع مادّة الخط العربي في إطار "الورشات المفتوحة" التي أقيمت بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس سنة 2013 تحت عنوان "مساءلة اليومي"، تعاملا مختلفا وجريئا بالنسبة للطلبة مستوى سنة أولى في تعاملهم مع هذه المادّة، فقد خرج من خلالها الطّالب عن حدود الورقة الضيّقة نحو الفضاء الخارجي الشاسع وتحديدا ساحة المعهد، لتتجدّد بذلك العلاقة بين فن الخط وفن العمارة لكن بتصوّر معاصر لا يجعل من الخط مجرّد زخرفة وإنما أساسا للبناء المعماري، فحاول الطّلبة من خلال هذه التجربة أن يجعلوا من الخط الكوفي المربع عنصرا من عناصر الهندسة المعماريّة للمعهد خاصّة وأنّ نوعية هذا الخط وطبيعته الخطيّة تتماشى والخصائص المعماريّة للمعهد وتحديدا لنوافذه القائمة بالأساس على شكل المربع، والتي تجاوز من خلالها الطالب ثنائيّة السواد والبياض في محاولاته على الحامل الورقي إلى ثنائيّة الظاهر والخفي التي أوجد من خلالها علاقات جديدة بين الحروف مُراعيا في ذلك مسألة الملء والفراغ التي فرضتها عليه طبيعة وخصوصيّة المكان، فوظيفة النوافذ تقوم بالأساس على إظهار الشيء وإخفائه.

وحتى يتناسب النص المكتوب مع خصوصيّة المعهد كمؤسّسة تهتمّ بتدريس الفنون والحرف، إخترنا كلمة تتكوّن من ثلاثة حروف وهي "فني" لـثرائها التشكيلي المُتأتي من تنوّع حروفها واختلاف حركاتها، فهي قابلة لأن تتحوّل إلى مفردة تتكرّر وتتنوّع لتتوحّد مع مادّة الحديد المكوّنة للنوافذ.

كانت التجربة مختلفة ومميّزة بالنسبة لي كأستاذة وكذلك بالنسبة للطّلبة الذين جمعوا بين العمل التطبيقي والبحث التشكيلي من خلال البحث عن شكل جديد للحرف وعن علاقات جديدة بين الحروف، دون المساس بطبيعة المادّة (مادّة الخط العربي) التي تفرض علينا جانب المقروئيّة، الذي لم يمنعها من أن تنفتح وتتفاعل مع بقية الفنون والورشات الأخرى بالمعهد، فيتجاوز بذلك الطالب الممارسة الخطية الكلاسيكيّة ويلامس فن الموقع، ويخرج الخط العربي على غرار الفنون الأخرى إلى الساحات العامّة والفضاءات العموميّة ليدخل حياتنا اليوميّة فنظهر من خلال فراغاته وفتحاته ونختفي وراء كتله وحروفه.